+(39) 351-844-6489

العلاقات الاقتصادية بين الإمارات العربية المتحدة وإيطاليا تزدهر: 7 مليارات دولار في التجارة غير النفطية في النصف الأول من عام 2025

العلاقات الاقتصادية بين الإمارات العربية المتحدة وإيطاليا تزدهر: 7 مليارات دولار في التجارة غير النفطية في النصف الأول من عام 2025
أصبح قطاع التكنولوجيا الصناعية ركيزة أساسية للصادرات الإيطالية إلى الإمارات العربية المتحدة.

دبي، الإمارات العربية المتحدة - [التاريخ الحالي]. - تمر العلاقات الاقتصادية والتجارية بين إيطاليا والإمارات العربية المتحدة بمرحلة إيجابية وديناميكية غير عادية، تتسم بمعدلات نمو ملحوظة في التبادل التجاري، ولا سيما في الصادرات الإيطالية إلى السوق الإماراتية. ويعيد هذا الزخم الذي يغذيه تقارب المصالح الاستراتيجية والشراكة المتينة بشكل متزايد تحديد نطاق وطبيعة التعاون الثنائي، مما يجعل إيطاليا لاعباً رئيسياً في مسار التنويع الاقتصادي والتحول المستدام في الإمارات العربية المتحدة.

وقد ظهر أكبر دليل ملموس على هذا الحماس التجاري في الدورة السابعة والعشرين من معرض المياه والطاقة والتكنولوجيا والبيئة (WETEX)، أحد أهم المعارض التجارية العالمية في قطاع الاستدامة، والذي أقيم في دبي. في هذا المعرض العالمي المرموق، كشف فاليريو سولداني، مفوض التجارة الإيطالية في الإمارات العربية المتحدة ومدير مكتب دبي لوكالة الترويج في الخارج وتدويل الشركات الإيطالية (ITA)، عن بيانات مذهلة. وكشف سولداني، في مقابلة حصرية مع وكالة أنباء الإمارات (وام)، أن التجارة غير النفطية بين الإمارات العربية المتحدة وإيطاليا قد بلغت حوالي 6 مليارات يورو (أي ما يعادل حوالي 7 مليارات دولار أمريكي) في النصف الأول من عام 2025 وحده.

هذا الرقم هو مجرد نقطة البداية لتحليل أكثر عمقًا يكشف عن اتجاه نمو قوي ومنظم. في الواقع، أوضح سولداني أن الأشهر الستة الأولى من العام سجلت زيادة في الصادرات الإيطالية إلى الإمارات العربية المتحدة بمقدار 191 تيرابايت و3 تيرابايت مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، بقيمة إجمالية بلغت 4.5 مليار يورو. في أعقاب هذا الأداء الاستثنائي، من المتوقع أن يتجاوز إجمالي الصادرات لعام 2025 بأكمله حاجز الـ 9 مليارات يورو، مسجلاً بذلك رقماً قياسياً تاريخياً جديداً ومتجاوزاً الرقم القياسي الرائع الذي تم الوصول إليه في عام 2024 والبالغ 7.8 مليار يورو. هذه الأرقام ليست مجرد إحصاءات، بل هي انعكاس لعلاقة اقتصادية تزداد كثافة ونضوجًا، وتتحول أكثر فأكثر من علاقة تقليدية إلى شراكة استراتيجية ذات قيمة مضافة عالية.

محرك النمو: التكنولوجيا الصناعية والتميز في صنع في إيطاليا

تخفي البيانات الإجمالية للصادرات في طياتها تحولاً كبيراً في تركيبة المنتجات الإيطالية التي تصل إلى الإمارات. ففي حين أن "صنع في إيطاليا" ارتبط تقليدياً بقطاعات مثل الأزياء والرفاهية والتصميم، فإن القوة الدافعة الجديدة تتمثل في التكنولوجيا الصناعية.

ويسجل هذا القطاع الكلي، الذي يشمل الآلات والروبوتات والأتمتة الصناعية وهندسة المصانع المتقدمة والمكونات عالية الدقة، أداءً ممتازًا، حيث سجل نموًا تجاوز 231 تيرابايت 3 تيرابايت في العام الحالي. وكما أشار سولداني، فقد برزت التكنولوجيا الصناعية كأحد الركائز الأساسية للصادرات الإيطالية إلى الإمارات العربية المتحدة، حيث تحيط بالقطاعات الراسخة مثل المجوهرات. ومن حيث الوزن النوعي، فإن هذا القطاع وحده يشكل وحده 26% من إجمالي الصادرات الإيطالية إلى الإمارات، متجاوزًا حتى القطاعات الشهيرة مثل الأثاث من حيث معدل النمو.

هذه الهيمنة مؤشر واضح على مدى فعالية النظام الإماراتي في الاستجابة لاحتياجات سوق الإمارات. تستثمر دولة الإمارات العربية المتحدة، في طريقها نحو اقتصاد ما بعد النفط الذي حددته أجندة مئوية الإمارات 2071، بكثافة في البنية التحتية المتقدمة، والصناعات 4.0، والخدمات اللوجستية الذكية، والتصنيع عالي التقنية. وقد أثبتت الشركات الإيطالية، بخبرتها المعترف بها في قطاعات مثل الميكاترونيك وهندسة المصانع في مجال الصناعات الغذائية والصيدلانية والأدوات الآلية، أنها شريك مثالي لعملية التحديث هذه. لم يعد الأمر مجرد بيع منتجات تامة الصنع، بل أصبح الأمر يتعلق بتوفير الحلول المتكاملة والمعرفة الفنية والتقنيات التمكينية التي تساهم بشكل مباشر في التنمية الإنتاجية في البلاد.

معرض WETEX: مرحلة الاستدامة والابتكار الإيطالية

لم تكن المشاركة الإيطالية في معرض "ويتيكس" مجرد حضور رسمي، بل كانت دليلاً ملموساً على هذا التآزر القطاعي الجديد. وكما أشار السيد سولداني، فإن حضور إيطاليا في معرض ويتيكس هو خير دليل على الاتجاه الذي تهيمن عليه التكنولوجيا الصناعية والاستدامة. في المعرض، أتيحت الفرصة للعديد من الشركات الإيطالية البارزة المتخصصة في مجال الطاقة المتجددة ومعالجة المياه وإدارة النفايات وغيرها من المجالات التي تركز على الاستدامة البيئية لعرض حلولها المبتكرة والمتنوعة.

وهكذا أصبح الجناح الإيطالي مركزاً للمعرفة والتكنولوجيا، حيث قدم حلولاً متطورة لكفاءة الطاقة، وأنظمة تحلية المياه منخفضة الاستهلاك، والهيدروجين الأخضر، والطاقة الشمسية المركزة (CSP) والاقتصاد الدائري المطبق على النفايات الصناعية والحضرية. يستجيب هذا الحضور الضخم والمؤهل بشكل مباشر للأولويات الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تهدف إلى أن تصبح مركزًا عالميًا للاقتصاد الأخضر والابتكار المناخي، كما يتضح من استثماراتها التي تبلغ قيمتها مليار دولار في مشاريع مثل محطة براكة للطاقة النووية ومجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية.

وتتأكد الأهمية الاستراتيجية لهذا القطاع أكثر من خلال أرقام التصدير التي قدمها سولداني: فقد تجاوزت الصادرات الإيطالية في قطاع الطاقة المتجددة وحده 250 مليون يورو في العام الماضي، مع معدل نمو سنوي يتجاوز 30%. هذا النمو المكون من ثلاثة أرقام لا يسلط الضوء فقط على الطلب النهم من سوق الإمارات، ولكن أيضًا على القدرة التنافسية والجودة العالية للحلول التكنولوجية التي تقدمها الشركات الإيطالية. وبالتالي فإن "صُنع في إيطاليا" الخضراء ترسخ نفسها كعلامة مميزة مرادفة للموثوقية والكفاءة والابتكار في سوق يتزايد اهتمامها بالاستدامة البيئية.

الإمارات العربية المتحدة كمركز استراتيجي: ما وراء التصدير المباشر

ومن الجوانب الرئيسية الأخرى التي برزت من تصريحات المدير سولداني هو التحول الذي طرأ على دور الإمارات العربية المتحدة في استراتيجية تدويل الشركات الإيطالية. فلم يعد يُنظر إلى الإمارات العربية المتحدة على أنها مجرد سوق منفذ نهائي، بل يُنظر إليها الآن على أنها منصة لوجستية وتجارية استراتيجيةمركز يمكن من خلاله إدارة العمليات في منطقة جغرافية أكبر بكثير.

تعمل أكثر من 600 شركة إيطالية بشكل مباشر في الإمارات، وهذا العدد في تزايد مستمر وتدريجي. وكما أشار سولداني، فإن هذه الشركات لا تركز حصرياً على التصدير إلى السوق المحلية الإماراتية. فالرؤية أكثر طموحاً بكثير: فالإمارات هي البوابة المميزة لأسواق دول مجلس التعاون الخليجي، والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وحتى آسيا وجنوب شرق آسيا.

وقد أصبح هذا المنظور الإقليمي والعالمي ممكنًا وميسّرًا إلى حد كبير بفضل شبكة اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPAs) التي وقعتها الإمارات العربية المتحدة مع العديد من البلدان حول العالم. تُعد اتفاقيات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة الشاملة هي جيل جديد من المعاهدات التجارية التي تتجاوز مجرد تخفيضات التعريفة الجمركية، بما في ذلك أحكام بشأن الاستثمار والخدمات والتجارة الرقمية والمشتريات الحكومية. إن وجود قاعدة عمليات في الإمارات العربية المتحدة يعني أنه يمكن لشركة إيطالية تصدير منتجاتها إلى أسواق مثل الهند وإسرائيل وإندونيسيا وتركيا وغيرها الكثير، مستفيدة من الرسوم المخفضة أو الصفرية والإجراءات الجمركية المبسطة والوصول التفضيلي. وهذا يحول دبي أو أبو ظبي إلى مقر إقليمي مثالي يمكن من خلاله تنسيق سلاسل التوريد والخدمات اللوجستية واستراتيجيات السوق لنصف الكرة الأرضية بأكمله.

تحليل الفرص المستقبلية والقطاعات الواعدة

في ضوء الأرقام الاستثنائية للنصف الأول من عام 2025 ونضج العلاقة الثنائية، يمكن تحديد العديد من القطاعات التي توفر فرص نمو أكبر للشركات الإيطالية:

  1. الطاقة والتقنيات الخضراء: القطاع مزدهر بالفعل، لكن الإمكانات لا تزال هائلة. ولدى الإمارات العربية المتحدة أهداف طموحة للحياد الكربوني وزيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة لديها. وتتماشى الخبرة الإيطالية في مجال الطاقة الحرارية الأرضية والهيدروجين والرياح البحرية والشبكات الذكية مع هذه المتطلبات.
  2. التكنولوجيا الزراعية وتجهيز الأغذية: في بلد ذي موارد مائية وزراعية محدودة، تُعد تقنيات الزراعة الدقيقة والري الفعال والزراعة المتقدمة في البيوت المحمية وتجهيز الأغذية أمرًا بالغ الأهمية. يمكن أن تقدم شركة صنع في إيطاليا في قطاع الأغذية الزراعية، إلى جانب التكنولوجيا، حلولاً متكاملة من الحقل إلى المائدة.
  3. الصحة والمستحضرات الصيدلانية: يشهد قطاع الرعاية الصحية في الإمارات العربية المتحدة نمواً سريعاً ويهدف إلى أن يصبح مركزاً طبياً ذا أهمية عالمية. هناك طلب كبير على التقنيات الطبية الإيطالية وأجهزة التشخيص والخبرة في بناء المستشفيات وإدارتها.
  4. الدفاع والفضاء الجوي: على الرغم من أنه قطاع حساس، إلا أن التعاون بين إيطاليا والإمارات العربية المتحدة في مجالي الدفاع والفضاء آخذ في النمو. وتمثل المشاريع المشتركة وعمليات نقل التكنولوجيا في هذه المجالات جبهة تعاون ذات قيمة استراتيجية عالية.
  5. تصميم فاخر ورفيع المستوى: على الرغم من أن قطاع الرفاهية (المجوهرات والأزياء والأثاث واليخوت) لا يزال ركيزة قوية رغم أن التكنولوجيا الصناعية قد تجاوزته في النمو. ويتمثل التحدي هنا في التحرك بشكل متزايد نحو التفرد والتخصيص والتجربة، واستغلال دخل الفرد المرتفع للغاية في المنطقة.

الاستنتاجات: شراكة ناضجة ذات مستقبل مشرق

إن حجم التجارة غير النفطية الذي بلغ 7 مليارات دولار أمريكي في النصف الأول من عام 2025 هو أكثر بكثير من مجرد رقم اقتصادي إيجابي؛ فهو مؤشر على علاقة ثنائية وصلت إلى مستوى استثنائي من النضج والتآزر. لقد تطورت الشراكة بين إيطاليا والإمارات العربية المتحدة من علاقة تجارية تقليدية إلى شراكة استراتيجية متعددة الأوجه تلعب فيها التكنولوجيا والابتكار والاستدامة دورًا محوريًا.

إن نجاح إيطاليا هو نتيجة مزيج ناجح: الجودة والقدرة التنافسية التي لا جدال فيها لـ "صنع في إيطاليا" في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية، والدعم والعمل الترويجي لوكالة ICE، والرؤية بعيدة النظر لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي تمكنت من إنشاء نظام بيئي صديق للأعمال التجارية وجعلت نفسها ملتقى للتجارة العالمية.

وبالنظر إلى المستقبل، تبدو الآفاق وردية للغاية. يبدو الآن أن تجاوز عتبة الـ 9 مليارات يورو للتصدير بحلول نهاية عام 2025 في متناول اليد. ومع ذلك، فإن التحدي الحقيقي الذي يواجه النظام الإيطالي يتمثل في تعزيز هذه المكانة ومواصلة الابتكار وتعميق التعاون في مجالات رئيسية مثل التحول في مجال الطاقة والاقتصاد الرقمي. وفي هذا السياق، فإن الإمارات العربية المتحدة ليست مجرد عميل، بل شريك استراتيجي للنمو العالمي للشركات الإيطالية. إن صحراء الإمارات، التي لطالما كانت رمزًا للطاقة الأحفورية، أصبحت أرضًا خصبة يمكن أن تنبت فيها بذور تكنولوجيا المستقبل والاستدامة، وإيطاليا بعبقريتها في ريادة الأعمال وقدرتها على الابتكار تقف إلى جانبها في رحلة التحول الاستثنائية هذه.

نموذج المستورد

يرجى ملء الحقول أدناه.
سيتصل بك فريقنا في أقرب وقت ممكن.