التواصل بين أبوظبي ولندن للأعمال: الدليل الشامل لاستراتيجية نمو القطاع الخاص في الإمارة
مقدمة: ليس مجرد منتدى، بل إعلان نوايا عالمي
L'تواصل الأعمال بين أبوظبي ولندن لم يكن مجرد حدث بسيط للتواصل. بل كان عملاً استراتيجياً، وتموضعاً دقيقاً على رقعة الشطرنج الاقتصادية العالمية، وتأكيداً واضحاً حتى الآن على عزم أبوظبي لعب دور ريادي في مستقبل الأعمال التجارية الدولية. في وقت تتسم فيه الأوضاع الجيوسياسية بالشكوك الجيوسياسية والتحولات الاقتصادية، اختارت الإمارة أحد أعرق المراكز المالية العالمية وأعرقها، لندن، لتبعث برسالة لا لبس فيها: لم يعد التنويع مشروعاً بل واقعاً راسخاً، والقطاع الخاص هو مهندس هذا العصر الجديد.
لا يكتفي هذا الدليل الشامل بتحليل المضمون الذي انبثق عن المنتدى، بل يفكك الآلية الاستراتيجية التي أنتجته. من خلال كلمات سعادة أحمد جاسم الزعابي، رئيس غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، سنستكشف من خلال كلمات سعادة أحمد جاسم الزعابي، رئيس غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، الركائز والدوافع والفرص الملموسة و العقلية ضرورية للشركات والمستثمرين الذين لا يرغبون في مراقبة المعجزة الاقتصادية لإمارة أبوظبي فحسب، بل المشاركة بفاعلية في تحقيقها.
الفصل 1: السياق - لماذا أبو ظبي، لماذا الآن، لماذا لندن؟
قبل الخوض في الاستراتيجية، من الضروري قبل الخوض في الاستراتيجية، فهم المرحلة التي يجري فيها هذا التحول.
1.1 من عائدات النفط إلى اقتصاد المعرفة: رحلة إلزامية
على مدى عقود، كان ازدهار دولة الإمارات العربية المتحدة، وأبوظبي على وجه الخصوص، مبنيًا على احتياطيات الهيدروكربون. ومع ذلك، فقد أوضحت بعد نظر القيادة منذ تسعينيات القرن الماضي أن هذا النموذج لم يكن مستداماً على المدى الطويل. وكانت "رؤية أبو ظبي 2030" هي الخطة الرئيسية لانتقال تدريجي ولكن لا هوادة فيه إلى اقتصاد ما بعد النفط. واليوم، تشهد الأرقام التي ذكرها الزعابي على نجاح هذا المسار:
- 17 ربعًا متتاليًا من نمو الناتج المحلي الإجمالي: مرونة اقتصادية تُحسد عليها تصمد أمام التقلبات العالمية.
- نمو 7% في القطاعات غير النفطية: لم يعد محرك الاقتصاد هو النفط الخام، بل الابتكار والخدمات والتصنيع المتقدم والمعرفة.
- أكثر من 501 تيرابايت 3 تيرابايت من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي: هذا ليس هدفًا مستقبليًا؛ إنه هدف تحقق بالفعل. لقد تم تجاوز نقطة اللاعودة.
1.2 خيار لندن الاستراتيجي: التحدث إلى "غرفة الأزرار" العالمية
إن تنظيم منتدى الأعمال في لندن ليس اختياراً عشوائياً. فلطالما كانت المملكة المتحدة مركزاً لرؤوس الأموال والخبرات المالية والعلاقات الدولية لقرون. فالظهور في لندن يعني:
- إضفاء الشرعية على الذات في عيون التمويل العالمي: أثبت أنك شريك متطور وموثوق به، يرقى إلى معايير السوق البريطانية.
- جذب رأس المال "الذكي": ليس المال فقط، بل رأس المال الذي يجلب معه التكنولوجيا والمهارات الإدارية والوصول إلى الشبكات العالمية.
- الاستفادة من العلاقة المتينة إن الزيادة البالغة 22.51 تيرابايت 3 تيرابايت في التجارة الثنائية غير النفطية على مدى السنوات الخمس الماضية هي أساس متين يمكن أن تُبنى عليه شراكات أكثر طموحاً.
الفصل 2: ركائز استراتيجية النمو - "وصفة أبوظبي
يحدد بيان معالي الزعابي استراتيجية تقوم على ركائز دقيقة. دعونا نحللها واحدة تلو الأخرى.
2.1 الركيزة 1: بناء النظم الإيكولوجية العالمية وليس القطاعات فقط
لا تكتفي أبوظبي بجذب الشركات المتناثرة. فهي تبني مركز عالمي المستوى مترابطة. هذا هو الفارق الحاسم.
- التمويل: سوق أبو ظبي العالمي (ADGM) ليس مجرد منطقة مالية حرة؛ فهو نظام بيئي تنظيمي بمعايير دولية يجذب البنوك وصناديق الأسهم الخاصة وشركات التكنولوجيا المالية وشركات التأمين، مما يخلق دائرة حميدة من السيولة والخدمات.
- الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا: Hub71 ليس مجرد حاضنة أعمال. إنه برنامج لتسريع النمو برأس مال استثماري وإمكانية الوصول إلى صناديق الثروة السيادية وشبكة من الشركاء من الشركات العالمية، وهو مصمم لتوسيع نطاق الشركات الناشئة الواعدة في العالم من أبو ظبي.
- الطاقة المتجددة وعلوم الحياة: وهنا، تلعب الإمارة دوراً مزدوجاً: فهي منتجة للطاقة النظيفة (من خلال مصدر) ومختبر لتطبيقها. وبالمثل، في مجال علوم الحياة، تعمل الإمارة على إنشاء مجمعات للأبحاث وإنتاج الأدوية والتطبيب عن بُعد، مستغلةً موقعها الجغرافي كجسر بين الشرق والغرب.
2.2 الركيزة 2: القطاع الخاص كمحرك أساسي، وليس كمحرك إضافي
تتمثل النقلة النوعية الأكثر أهمية في الدور المنوط بالقطاع الخاص. فلم تعد غرفة تجارة وصناعة أبوظبي هيئة بيروقراطية، بل أصبحت التمكين الاستراتيجي.
- التمكين، وليس مجرد التيسير: لا تكتفي الغرفة بمنح التراخيص؛ بل "تمكّن" (التمكين) إلى الشركات. كيف؟ من خلال ربطهم بالفرص العالمية، وتوفير خدمات ذات قيمة مضافة (من معلومات السوق إلى دعم معايير الامتثال)، والأهم من ذلك، تمثيل مصالحهم في صنع السياسات الاقتصادية.
- قوة "الأعمال العائلية": تعد مشاركة أكثر من 40 شركة خاصة وعائلية في منتدى لندن إشارة قوية. وتمثل هذه الشركات العمود الفقري للاقتصاد الإماراتي: مرنة ومتجذرة في المنطقة وذات رؤية طويلة الأجل. وتشهد مشاركتها المباشرة على نضج وتنافسية النسيج التجاري المحلي.
3.2.3 الركيزة 3: الوصول العالمي كمنتج استراتيجي
جملة الزعابي "نحن لا ندعو المستثمرين إلى الاستثمار في أبوظبي فحسب، بل ندعو المستثمرين إلى الاستثمار في مع أبو ظبي'هي خلاصة هذه الفلسفة. فأبو ظبي لا تروّج لنفسها كوجهة سياحية، بل كوجهة الشركاء.
- منفذ وصول عالمي: بفضل شبكة أكثر من 25 اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة (CEPAs) التي وقعتها الإمارات العربية المتحدة، لا تكتسب الشركة التي تؤسس في أبوظبي إمكانية الوصول إلى سوق يبلغ عدد سكانه 10 ملايين نسمة فحسب، بل إلى مجموعة تفضيلية تمتد من الهند وإسرائيل إلى إندونيسيا وتركيا. وهذا يقلل بشكل كبير من الرسوم الجمركية والحواجز غير الجمركية.
- رأس المال الهادف وتمتلك الإمارة بعضاً من أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم (مبادلة، ADQ). هذا النهج ليس مالياً بحتاً، بل هو نهج استراتيجي: "رأس المال يمول المشاريع التي تحدث فرقاً ملموساً في نوعية الحياة والعمل والازدهار في المجتمعات". ويعني ذلك أن المستثمرين يجدون رأس المال الذي يتحلى بالصبر ويتماشى مع أهداف التنمية طويلة الأجل.
4.2.4 الركيزة 4: التنويع كعامل ثقافي
لم يعد التنويع مجرد سياسة اقتصادية، بل أصبح جزءاً من الحمض النووي للإمارة. إن استغلال نمت التجارة الخارجية غير النفطية بمقدار 34.71 تيرابايت 3 تيرابايت في النصف الأول من عام 2025يُظهر أن الاقتصاد قد طوّر عضلاته وقدرته التنافسية في قطاعات لا علاقة لها بالهيدروكربونات. وهذا يخلق بيئة مستقرة ويمكن التنبؤ بها، مما يقلل من مخاطر البلد بالنسبة للمستثمرين الدوليين.
الفصل 3: الجهات الفاعلة الرئيسية - الفريق الفائز في أبوظبي
وللتنقل بنجاح في هذا النظام البيئي، من الضروري معرفة اللاعبين الرئيسيين فيه ودورهم التآزري.
- غرفة تجارة أبوظبي (ADCCI): L'المنسق. فهي ليست مجرد عداد، بل هي حلقة الوصل الأساسية بين القطاع الخاص المحلي والعالم. و"خارطة الطريق الثلاثية" هي الخطة التشغيلية لجعل النظام البيئي للأعمال "مرنًا وديناميكيًا".
- إدارة التنمية الاقتصادية (ADDED): إن المنظم والمخطط. يحدد السياسات واللوائح والحوافز لتحفيز النمو بما يتماشى مع رؤية 2030.
- مكتب أبوظبي للاستثمار (ADIO): L'الجاذب. كما تقدم باقات تحفيزية مصممة خصيصاً للشركات الدولية والشركات الناشئة ذات الإمكانات العالية، مما يسهل تأسيسها ونموها في الإمارة.
- سوق أبوظبي العالمي (ADGM): إن القلب المالي. وهي توفر إطاراً قانونياً وتنظيمياً عاماً وخدمات مالية وبيئة استثمارية آمنة.
- شركة مبادلة للاستثمار: إن ذراع الاستثمار الاستراتيجي. وهي تستثمر على مستوى العالم في قطاعات رئيسية مثل التكنولوجيا والبنية التحتية وعلوم الحياة والطاقة، مما يجلب المعرفة والفرص إلى أبوظبي.
- هب 71 إن محرك الابتكار. النظام البيئي التكنولوجي الذي يوفر رأس المال والإرشاد والوصول إلى الأسواق للشركات الناشئة، مما يجعل أبوظبي مركزاً لتكنولوجيا المستقبل.
- الدار العقارية: مثال على بطل وطني خاص. ويوضح كيف أصبحت الشركات المحلية نفسها محركاً للتنمية، حيث تستثمر في مشاريع عقارية وبنية تحتية كبرى تشكل وجه الإمارة.
الفصل 4: الفرص الملموسة للشركات والمستثمرين - دليل عملي
كيف يمكن لرجل الأعمال أو المستثمر الدولي ترجمة هذه الاستراتيجية إلى فرص ملموسة؟
4.1 بالنسبة للشركات الخارجية الراغبة في التوسع
- اختيار نقطة الدخول الصحيحة: حدد المركز (سوق أبوظبي العالمي للتمويل، و Hub71 للتكنولوجيا، ومجموعات الصناعة للتصنيع) الأنسب لنموذج عملك.
- استغلال شبكة CEPA: إجراء تحليل لكيفية استفادة دولة الإمارات العربية المتحدة من الاتفاقيات التجارية التي أبرمتها مع الدول الأخرى في سلسلة التوريد أو الوصول إلى أسواق ثالثة.
- البحث عن شراكة، وليس شركة فرعية: الاقتراب من السوق بقصد العثور على شركاء المشاريع المشتركة محلياً. ويمكن لغرفة تجارة وصناعة أبوظبي تسهيل هذه المطابقة. تقدم الشركات العائلية الإماراتية عمقاً لا يقدر بثمن من المعرفة بالسوق.
- المواءمة مع الأجندة الوطنية: قدم شركتك ليس فقط كمجرد ربح، ولكن كمساهمة في التنويع ونقل المعرفة وخلق فرص عمل عالية الجودة.
4.2 للمستثمرين من المؤسسات ومستثمري الأسهم الخاصة:
- الاستثمار المشترك مع صناديق الثروة السيادية: استكشف فرص الاستثمار المشترك مع مبادلة أو غيرها من الكيانات الاستثمارية في أبوظبي. يوفر ذلك إمكانية الوصول إلى صفقات عالية الجودة ويقلل من المخاطر.
- التركيز على الأصول المستقبلية: القطاعات المستهدفة في الاستراتيجية (الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا المالية، والطاقة المتجددة، وعلوم الحياة) هي القطاعات التي تتمتع بأعلى إمكانات للنمو والدعم الحكومي.
- استخدام سوق أبوظبي العالمي كقاعدة للعمليات: إنشاء أداة استثمارية داخل سوق أبوظبي العالمي للاستفادة من نظامه التنظيمي الشفاف وخدماته واتصاله العالمي.
4.3 للشركات الناشئة ورواد الأعمال:
- تقدم بطلب للالتحاق ببرامج Hub71: وبالإضافة إلى التمويل، يمكنك الوصول إلى شبكة من العملاء المحتملين من الشركات (مثل شركات مجموعة مبادلة) الذين يمكنهم العمل كمختبرين أو عملاء أوليين.
- حل المشاكل المحلية بحلول عالمية: تحديد التحديات المحددة في سوق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تحاول أبوظبي حلها (مثل الأمن المائي، والخدمات اللوجستية، والصحة الرقمية) واقتراح حلول قابلة للتطوير.
- استغلال "قابلية التوسع الجغرافي": استخدام أبوظبي كنقطة انطلاق للتوسع في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والبلدان المرتبطة باتفاقيات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة.
الفصل 5: التحديات والاعتبارات المستقبلية - نظرة مستقبلية
لا توجد استراتيجية بدون تحديات. وسيتعين على أبوظبي الاستمرار في:
- الحفاظ على الزخم في حرب المواهب: إن استقطاب أفضل المواهب العالمية أمر بالغ الأهمية. فالمنافسة شرسة مع مراكز مثل سنغافورة ولندن ودبي. وسيكون من الضروري الاستمرار في تحسين جودة الحياة ونظام التعليم وفرص العمل.
- ضمان النمو الشامل للجميع: ضمان أن يفيد التحول الاقتصادي جميع شرائح المجتمع، بما في ذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة المحلية، للحفاظ على التماسك الاجتماعي.
- الإبحار في التعقيدات الجيوسياسية: يمثل موقع أبوظبي الجغرافي ميزة، ولكنه أيضاً مصدر تعقيدات. وستخضع قدرتها على الحفاظ على علاقات عالمية متوازنة للاختبار باستمرار.
خاتمة: ما بعد المنتدى، نحو مستقبل نبنيه معاً
كان مؤتمر تواصل الأعمال بين أبوظبي ولندن أكثر بكثير من مجرد عرض استراتيجية. فقد كان عرضاً لنموذج جديد للتنمية الاقتصادية: تعاونية وموجهة نحو المستقبل وقائمة على شراكة متساوية بين الجهات الفاعلة العامة والخاصة والدولية.
لم تعد أبو ظبي تبيع النفط، بل أصبحت تبيع الوصول والفرص والرؤية. وهي تعرض أن تكون الشريك الاستراتيجي لأولئك الذين يرغبون في المشاركة في بناء المستقبل في المجالات التي ستحدد ملامح القرن القادم.
إن دعوة معالي الزعابي واضحة: رأس المال مرحب به، ولكن الأهم من ذلك هو الرؤية الريادية والابتكار والإرادة في البناء المشترك. بالنسبة للشركات والمستثمرين العالميين، فإن السؤال المطروح الآن ليس إذا الدخول إلى هذا النظام البيئي، ولكن مثل القيام بذلك بأكثر طريقة استراتيجية ومربحة ممكنة. هذا هو الدليل، الخريطة مرسومة. والخطوة التالية متروكة لمن لديهم البصيرة لاغتنام الفرصة.