تولت مصر رسمياً رئاسة الاتحاد الأفريقي في افتتاح القمة الثانية والثلاثين التي ستعقد يومي 10 و11 فبراير في أديس أبابا، إثيوبيا.
تعقد القمة تحت شعار "عام اللاجئين والعائدين والنازحين داخلياً: نحو حلول دائمة للنزوح القسري في أفريقيا".
وقد ركزت مصر جهودها على تعزيز العلاقات مع الدول الأفريقية، ونظمت العديد من المؤتمرات لتسهيل تحسين العلاقات بين الدول الأفريقية، بما في ذلك أفريقيا 2018، الغذاء أفريقيا 2018، أفريقيا 2018 والأول المعرض التجاري الدولي الأفريقي الدولي. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: كيف يمكن لمصر أن تستفيد من رئاستها؟
قال مسؤولون وخبراء مصريون اليوم إن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي يمكن أن تعود بالنفع على اقتصاد البلاد، حيث يضم الاتحاد 55 دولة عضوًا، مما يتيح لمصر الفرصة للترويج لفرص الاستثمار والمنتجات المصرية.
واتساقًا مع هذا الرأي، صرح محمد قاسم، رئيس مفوضية التجارة الأفريقية، بأن الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي يمكن الاستفادة منها اقتصاديًا بشكل جيد، خاصة وأن الاتحاد يضم 55 دولة.
"تتمتع مصر بعلاقات اقتصادية قوية مع أفريقيا، على الرغم من تراجعها بشكل طفيف في السنوات الأخيرة. وأكد قاسم أن الاتحاد الأفريقي سيعمل على إحياء دور مصر السياسي والاقتصادي في القارة السمراء.
وأضاف في مقابلة مع 'مصر اليوم' أن مصر ترتبط مع أفريقيا باتفاقيات تجارية مشتركة ويمكنها الاستفادة من عملية الاندماج في منطقة التجارة الحرة القارية، فضلاً عن الاتفاقيات الأخرى، مؤكداً أن هناك فرصة كبيرة نظراً لوجود مصر في العديد من الدول الهامة.
وعلاوة على ذلك، وفقًا لقاسم، سيكون من الممكن في الخطوات التالية ضمان وصول السلع المنتجة في مصر إلى جميع البلدان الأفريقية.
وقال رئيس مفوضية التجارة مع أفريقيا إنه يمكن استيراد المواد الخام التي تحتاجها الصناعة الوطنية من القارة الأفريقية، ولكن لزيادة الصادرات المصرية لا يمكن الاعتماد فقط على الاتفاقيات التجارية. فمن الضروري تطوير منتجاتنا من أجل الاستفادة من فرص التصدير وزيادتها في الخطوات القادمة.
وأشار الدكتور أحمد عبد الحفيظ، أستاذ الاقتصاد، إلى أنه بعد أحداث 25 يناير تراجع الدور الاقتصادي المصري، في حين تنامى دور الشركات الصينية والهندية. إلا أن الفترة الحالية تشهد عودة النفوذ الاقتصادي المصري في أفريقيا".
وأكد عبد الحفيظ على أن "إطلاق مشروعات كبيرة بقيادة مصرية في بعض الدول الأفريقية والاستثمارات المشتركة بين مصر والدول الأفريقية ستزداد خلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي".
وأضاف أن البيانات المنشورة عن التبادل التجاري مع أفريقيا ضعيفة للغاية ولا تعكس العلاقات التاريخية مع دول القارة، خاصة أن مصر تستطيع تصدير عشرات المنتجات إلى الدول الأفريقية. كما أشار إلى إمكانية استغلال المواد الخام، موضحًا أن الدول الأفريقية تمتلك الأخشاب اللازمة لصناعة الأثاث في مصر، بالإضافة إلى المواد الخام اللازمة للصناعات الأخرى.
وكان وزير التجارة، عمرو نصار، قد صرح في وقت سابق أن "حجم التبادل التجاري مع الدول الأفريقية بلغ 3.4 مليار دولار في عام 2017 و4.2 مليار دولار في عام 2018".
في الوقت نفسه، أكد خالد شاكر، عضو المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، على أهمية استغلال الاتفاقيات التجارية مع أفريقيا.
"هناك اتفاقيات قائمة لتسهيل حركة التجارة، مثل اتفاقية الكوميسا؛ مما يجعل السوق الأفريقية مفتوحة أمام المنتجات المصرية التي تتميز بالجودة والأسعار التنافسية مقارنة بالمنتجات الهندية والصينية، والتي تدخل معفاة من الرسوم الجمركية من خلال الاتفاقيات التجارية."
وقال شاكر: "يجب أن تتوسع مصر في تنظيم المعارض التجارية المشتركة والبعثات الترويجية في الفترة المقبلة".
الكوميسا هي منطقة تجارة حرة تأسست عام 1994 ومقرها لوساكا، عاصمة زامبيا. وتضم الكوميسا كينيا والسودان وموريشيوس وزامبيا وزامبيا وزيمبابوي وجيبوتي وملاوي ومدغشقر ورواندا وبوروندي وبوروندي وجزر القمر وليبيا وأوغندا وسيشيل والكونغو وإريتريا وإثيوبيا وسوازيلاند والصومال.
أكد المهندس حسام علوان، عضو الشعبة العامة للمصدرين بالاتحاد العام للغرف التجارية، على ضرورة وضع خطة عاجلة لزيادة الصادرات المصرية للسوق الأفريقي بهدف زيادة التعاون التجاري خلال رئاسة مصر للاتحاد. كما أكد على أهمية قيام هيئة تنمية الصادرات بوضع استراتيجيات قطاعية للمنتجات الأكثر طلباً في السوق الأفريقي.
وضعت هيئة تنمية الصادرات خطة لزيادة الصادرات إلى السوق الأفريقي، والتي تتضمن احتياجات ومتطلبات السوق الأفريقي من المنتجات غير النفطية، والتي تقدر بـ 334 مليار دولار أمريكي في عام 2015، وفقًا للإحصاءات. وتشمل الخطة تنظيم بعثات تجارية والمشاركة في بعثات و35 معرضًا تجاريًا دوليًا في عام 2019.
كما أكد كمال الدسوقي، رئيس شعبة المواد العازلة باتحاد الصناعات، على ضرورة إنشاء مراكز لوجستية في أفريقيا حتى يتسنى إمدادهم بالبضائع الحالية والعودة بقوة إلى هذه السوق. كما أشار إلى أن تفعيل اتفاقية التجارة الحرة مع التكتلات الاقتصادية الأفريقية سيدعم التوجه لزيادة الصادرات المصرية للقارة السمراء وزيادة الاستثمارات المشتركة.
في عام 2018، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر ستنشئ صندوق ضمان مخاطر الاستثمار لتشجيع المستثمرين المصريين على المبادرة بالاستثمار في أفريقيا والاستفادة من الفرص الهائلة التي تزخر بها القارة السمراء.
قال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي إن مصر تهدف إلى مضاعفة حجم تجارتها مع الدول الأفريقية خلال خمس سنوات، من 5 مليارات دولار أمريكي إلى 10 مليارات دولار أمريكي.
وكانت وزيرة الاستثمار سحر نصر قد صرحت في وقت سابق: "مصر هي بوابة أفريقيا ونقطة التقاء حضارات العالم القديم والحديث.
في 21 مارس 2018، انضمت مصر إلى 43 دولة أفريقية أخرى في التوقيع على اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية في كيغالي.
وتهدف الاتفاقية إلى تسهيل التجارة بين الدول الموقعة وفق جدول زمني محدد وليس من خلال التفعيل الفوري للاتفاقية. كما أنها ستلغي الحواجز والتعريفات الجمركية بين الدول الأفريقية، حيث ستلغي الحواجز والتعريفات الجمركية بين الدول الأفريقية، لتجمع بين 1.2 مليار شخص بإجمالي ناتج محلي يتجاوز 2 تريليون دولار أمريكي.
تُعد منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية أكبر اتفاقية تم توقيعها على الإطلاق منذ إنشاء منظمة التجارة العالمية، حيث تم التوقيع عليها من قبل 43 دولة.
مما قيل حتى الآن أن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي تمثل فرصة فريدة لتعزيز دور مصر في القارة وتعزيز نموها الاقتصادي. وفيما يلي بعض الفوائد الرئيسية التي يمكن أن تجنيها مصر:
فيما يتعلق بموضوع المؤتمر، "عام اللاجئين والعائدين والنازحين داخلياً"، يمكن لمصر:
في الختام، تمثل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي فرصة فريدة من نوعها للبلاد لتعزيز دورها الريادي في أفريقيا وتعزيز نموها الاقتصادي.
وأنت، هل أنت جاهز لبدء صادراتك من الأرض؟ مع مجموعة دلتالديك جميع الأدوات تحت تصرفك لتحقيق أهدافك. إن خبرتنا في هذا المجال، بالإضافة إلى معرفتنا المتعمقة بالأسواق العربية، ستمكنك من تحسين عملياتك وتقليل التكاليف وزيادة المبيعات.
لا تفوّت فرصة التعريف بعلامتك التجارية في أسواق جديدة ومواجهة التحديات التي يوفرها التدويل. اختر مجموعة دلتا وابدأ في كتابة قصة نجاحك العالمية. هل تريد معرفة المزيد؟ اشترك في نشرتنا الإخبارية وتابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي لمواكبة آخر الأخبار.