+(39) 351-844-6489

الناتج المحلي الإجمالي والاقتصاد في المملكة العربية السعودية

منذ إطلاق رؤية 2030 في أبريل 2016، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية بمقدار 701 تريليون تيرابايت إلى حوالي 1.1 تريليون دولار.

الناتج المحلي الإجمالي والاقتصاد في المملكة العربية السعودية


تحول الاقتصاد السعودي من الاعتماد الكبير على عائدات النفط إلى هيكل أكثر تنوعاً في السنوات الأخيرة.

إن الناتج المحلي الإجمالي (GDP)

للمملكة العربية السعودية مؤشرًا مهمًا لصحة اقتصاد المملكة، حيث يمثل القيمة الإجمالية لجميع السلع والخدمات المنتجة داخل حدودها في فترة معينة. في نهاية عام 2023، بلغ الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية تجاوزت 1.1 تريليون دولار أمريكيعلامة فارقة وفقًا لتقرير صادر عن اتحاد الغرف السعودية. يسلط هذا الإنجاز الضوء على القوة الاقتصادية للمملكة ويضعها في مصاف أكبر الاقتصادات العالمية، لا سيما ضمن دول مجموعة العشرين.

شهد الاقتصاد السعودي تحوّل كبير في السنوات الأخيرة، والانتقال من اقتصاد قائم على النفط إلى هيكل اقتصادي أكثر تنوعًا. ويرجع هذا التغيير إلى حد كبير إلى مبادرة الحكومة رؤية 2030والتي تهدف إلى تقليل اعتماد المملكة على النفط وتعزيز النمو في مختلف القطاعات، بما في ذلك السياحة والتكنولوجيا والطاقة المتجددة. هذه الخطوة ضرورية لضمان الاستدامة الاقتصادية على المدى الطويل والمرونة في مواجهة تقلبات أسعار النفط.

نظرة عامة على الاقتصاد السعودي

يُصنف اقتصاد المملكة العربية السعودية على أنه ثاني أكبر شركة في الشرق الأوسط و 17 على مستوى العالم. تعتمد هذه القوة الاقتصادية بشكل أساسي على قطاع النفط، حيث يساهم النفط بحوالي 40% إلى الناتج المحلي الإجمالي للمملكة ويمثل حوالي 75% من الإيرادات الضريبية في السنوات الأخيرة. وعلى الرغم من هذا التبعية القوية، فإن الاقتصاد يتسم عدم المساواة في الدخلينعكس في معامل جيني 0,43 في عام 2020. من ناحية أخرى، فإنمؤشر التنمية البشرية (HDI) للمملكة العربية السعودية هي 0,875مما يشير إلى مستوى عالٍ من التنمية البشرية ويظهر تقدم البلاد في تحسين نوعية حياة مواطنيها.

الاتجاهات الحالية للناتج المحلي الإجمالي السعودي

تُظهر البيانات الاقتصادية الأخيرة مسار نمو قوي للناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية. يمكن أن يُعزى الارتفاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى عدة عوامل، بما في ذلك زيادة الاستثمار في البنية التحتية، و القطاع الخاص المتنامي و التركيز الاستراتيجي على بناء القدرات.

وفقًا للهيئة العامة للإحصاء السعودية (GASTAT)، نما الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بنسبة8,7% في عام 2022 و 5,4% في الربع الأخير من عام 2023. في الربع الثاني من عام 2023، كان معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي قويًا بشكل خاص، مدفوعًا بكل من القطاعين النفطي وغير النفطي. توسع النشاط غير النفطي بنسبة 6,2% خلال عام 2023، بينما زادت الأنشطة المتعلقة بالنفط بنسبة 6,1%.

كان التوسع في الناتج المحلي الإجمالي في الربع الرابع هو النمو الفصلي السابع على التوالي للمملكة العربية السعودية بعد أن أدت جائحة كوفيد-19 إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي في أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك.

النمو السريع للناتج المحلي الإجمالي السعودي ليس بالأمر الجديد. فقد كان نمو الناتج المحلي الإجمالي للمملكة8,3% في عام 2021 و8,8% في الربع الثالث من عام 2022. وقد تم ارتفاع أسعار النفط تعزيز نمو الناتج المحلي الإجمالي السعودي في عام 2022.

يشجع النمو المرتفع غير النفطي تطلعات المملكة العربية السعودية إلى تنويع اقتصادها. كشف الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية، مؤخرًا عن صندوق استثماري للفعاليات يركز على الرياضة والترفيه والصناعات الأخرى.

في تحليل لها لعام 2023، توقعت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني ومقرها نيويورك أن يكون معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي للمملكة تباطأ إلى 3.3% في عام 2024 وأن انخفاض النمو سيعزى إلى إنتاج النفط.

أشارت تقديرات المملكة العربية السعودية لعام 2023 إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 3,1%مع التضخم عند 2,1%.

الاتجاهات التاريخية للناتج المحلي الإجمالي

سجل الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية تقلبات كبيرة على مر السنين، متأثرًا بشكل رئيسي بالطبيعة المتقلبة لأسعار النفط. ومن ناتج محلي إجمالي اسمي بلغ 234.8 مليار دولار في عام 2003، توسع اقتصاد المملكة إلى 932.8 مليار دولار في عام 2022، وفقًا لـ Worldometer. ومع ذلك، فإن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي لم يكن ثابتًا، حيث تشير التوقعات إلى معدل نمو1,10% بنهاية هذا الربع. وتشير التقارير الصادرة عن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي إلى أن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي قد تأثر بشكل كبير بانخفاض أسعار النفط، مما أدى إلى انخفاض الإيرادات الحكومية e العجز في الميزانية. وتؤكد هذه التقلبات على أهمية التنويع الاقتصادي لتحقيق الاستقرار في النمو.

توقعات صندوق النقد الدولي

بالإضافة إلى ذلك، فإن صندوق النقد الدولي (IMF) من المتوقع في عام 2023 أن ينمو اقتصاد المملكة بنسبة 2,6% في عام 2024 و 3,4% في عام 2025.

يتجلى التزام المملكة بتنويع اقتصادها في الزيادة الكبيرة في القطاع غير النفطيوهو ما يمثل الآن حوالي 52% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي. ويعد هذا التنويع عاملاً أساسياً في التخفيف من المخاطر المرتبطة بتقلب أسعار النفط وضمان بيئة اقتصادية أكثر استقراراً.

وأشار تقرير اتحاد الغرف السعودية إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بلغ لأول مرة 4.155 مليار ريال سعودي (1 تريليون دولار أمريكي) في 23 سبتمبر 2023، قبل التاريخ المتوقع في 2025. توضح هذه النتيجة فعالية الإصلاحات الاقتصادية والمبادرات الاستراتيجية للحكومة.

نمو كبير في الناتج المحلي الإجمالي منذ عام 2016

منذ إطلاق رؤية 2030 في أبريل 2016، سجل الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية زيادة لا تصدق في 70%تصل إلى ما يقرب من 1.1 تريليون دولار أمريكيوفقًا لخالد الفالح، وزير الاستثمار السعودي. تهدف مبادرة رؤية 2030 إلى معالجة مختلف التحديات الاقتصادية من خلال تشجيع الاستثمار وتعزيز الابتكار وتحسين جودة حياة المواطنين. وتشمل المبادرة مجموعة واسعة من الإصلاحات في قطاعات متعددة، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية، وتهدف جميعها إلى خلق اقتصاد أكثر استدامة وتنوعاً.

تاريخيًا، كان اقتصاد المملكة يعتمد اعتمادًا كبيرًا على صادرات النفطوالتي تمثل جزءًا كبيرًا من الإيرادات الحكومية. ومع ذلك، ومع تطور الاقتصاد العالمي وتقلبات الطلب على النفط، تدرك المملكة العربية السعودية الحاجة إلى التكيف. وتهدف المملكة من خلال تنويع قاعدتها الاقتصادية إلى خلق اقتصاد أكثر مرونة يمكنه تحمل الصدمات الخارجية.

ما هي العوامل التي تؤثر على الناتج المحلي الإجمالي السعودي؟

أسعار النفط
لطالما لعبت أسعار النفط دورًا مهمًا في تشكيل المشهد الاقتصادي في المملكة العربية السعودية. وعلى الرغم من أن المملكة العربية السعودية تواجه تحديات اقتصادية بسبب تقلبات أسعار النفط، إلا أن دولاً أخرى تستفيد من انخفاض أسعار النفط، مما يسلط الضوء على التأثيرات المتنوعة لديناميكيات سوق النفط العالمية. فالمملكة من أكبر منتجي النفط في العالم، ويمكن أن يكون للتقلبات في أسعار النفط تأثير عميق على ناتجها المحلي الإجمالي. وأشار تقرير وكالة موديز إلى انخفاض 6,5% من إنتاج النفط من بداية عام 2023 إلى سبتمبر من العام نفسه. وعلى الرغم من هذا الانخفاض، لا يزال النفط المصدر الرئيسي للدخل للمملكة، مع التأكيد على أهمية القطاع في الاقتصاد الكلي.

بلغ إنتاج النفط الخام ذروته عند 11.0 مليون برميل في اليوم (ب/يوم) في الربع الثالث من عام 2022، وهو المستوى الذي لم يتم تجاوزه إلا في نوفمبر 2018 وأبريل 2020 (11.1 و12.0 مليون برميل في اليوم على التوالي، وفقًا للبيانات الرسمية لمنظمة أوبك التي أوردتها شركة برايس ووترهاوس كوبرز).

ومع ذلك، تعمل الحكومة السعودية بنشاط للتخفيف من المخاطر المرتبطة باعتمادها على النفط. وتهدف الإصلاحات الجارية وجهود التنويع إلى الحد من تأثر الاقتصاد بتقلبات أسعار النفط. ومن خلال الاستثمار في الطاقة المتجددة والسياحة والتكنولوجيا، تهيئ المملكة نفسها للازدهار في عالم ما بعد النفط.

المساهمات الاقتصادية غير البترولية


أصبح القطاع غير النفطي على نحو متزايد حجر الزاوية من النمو الاقتصادي في المملكة العربية السعودية. يساهم قطاع الطيران، على سبيل المثال، بحوالي 53 مليار دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي، مما يدل على إمكاناتها كمحرك هام للتنويع الاقتصادي. إن الاستثمارات الاستراتيجية للمملكة في مجال السياحة، بما في ذلك تطوير المشاريع الضخمة مثل نيوم و مشروع البحر الأحمرينبغي أن تزيد من تحسين المساهمات غير النفطية.

يظهر القطاع العقاري أيضًا المرونةتمثل 5,9% من الناتج المحلي الإجمالي مع المعاملات التي وصلت إلى 169.5 مليار دولاروفقًا لما ذكره موقع "اقتصاد الشرق الأوسط" في يونيو 2024. ومن المتوقع أن يؤدي تركيز الحكومة على تطوير البنية التحتية والتوسع العمراني إلى دعم النمو في هذا المجال.

وبالإضافة إلى السياحة والعقارات، تبذل الحكومة السعودية جهوداً متضافرة لتعزيز قطاع التكنولوجيا. من المتوقع أن تحقق المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الابتكار وجذب الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا فوائد اقتصادية كبيرة في السنوات القادمة.

قطاع الموارد غير البترولية


يلعب قطاع الموارد غير النفطية في المملكة العربية السعودية، على الرغم من أنه أصغر من قطاع النفط، دورًا حاسمًا في جهود التنويع الاقتصادي في المملكة. ويشمل هذا القطاع الزراعة والتعدين والتصنيع. ولا تزال الزراعة، التي تركز على التمور والفواكه والخضروات، متواضعة نسبيًا. ومع ذلك، فإن قطاع التعدين أكثر أهمية، مع وجود أنشطة كبيرة في تعدين الفوسفات والبوكسيت والذهب. كما يساهم قطاع التصنيع، الذي يشمل تجهيز الأغذية والمنسوجات والمواد الكيميائية، في الاقتصاد. وتمثل هذه الأنشطة غير النفطية مجتمعةً حوالي 20% من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية. ويعد توجه الحكومة نحو توليد الطاقة والقطاعات غير النفطية الأخرى خطوة استراتيجية لتقليل اعتماد الاقتصاد السعودي الكبير على النفط.

فرص الاستثمار


تقدم المملكة العربية السعودية ثروة من الفرص الاستثماريةلا سيما في القطاعات غير النفطية النامية. فقد وجهت الحكومة استثمارات في الاتصالات والبتروكيماويات واستغلال الغاز الطبيعي وتوليد الطاقة. هذه القطاعات هي ناضجة للنمو وتوفر عوائد كبيرة. وبالإضافة إلى ذلك، تعمل المملكة بنشاط على تشجيع الاستثمار الأجنبي، مع التركيز على جذب الاستثمار الأجنبي المباشر في مجالات رئيسية مثل التصنيع والخدمات اللوجستية والسياحة. وقد أفادت الهيئة العامة للاستثمار السعودية (SAGIA) عن تدفقات كبيرة من الاستثمار الأجنبي المباشر، بلغ مجموعها 7.3 مليار دولار في عام 2020، مما يعكس جاذبية البلد المتزايدة للمستثمرين الدوليين.

المبادرات الحكومية


كانت الحكومة السعودية سباقة في تنفيذ مبادرات لتنويع الاقتصاد وتعزيز الأنشطة غير النفطية. ومن أهم هذه الجهود ما يلي رؤية 2030والذي يهدف إلى تقليل اعتماد المملكة على النفط وزيادة حصة الصادرات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي. كما تعمل الحكومة أيضاً على تعزيز تنمية القطاع الخاصمع التركيز بشكل خاص على الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم (SMEs). اتخذت مؤسسة النقد العربي السعودي (SAMA) تدابير مختلفة لدعم القطاع الخاص، بما في ذلك إنشاء صندوق التنمية الصناعية السعودي لتمويل المشاريع الصناعية. وتعد هذه المبادرات أساسية لدفع عجلة التنويع الاقتصادي وضمان النمو المستدام.

التوقعات المستقبلية للناتج المحلي الإجمالي السعودي

واستشرافًا للمستقبل، تشير التوقعات الاقتصادية إلى أن القطاع غير النفطي سيستمر في لعب دور حاسم في نمو الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية في السنوات القادمة.

كما قام صندوق النقد الدولي بما يلي خفضت توقعاتها للنمو من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية لعام 2024 إلى1,5% وقدرت أن النمو سيتسارع إلى 4,6% في عام 2025 في أحدث تقاريرها عن آفاق الاقتصاد العالمي الصادر في أكتوبر/تشرين الأول.

في يوليو، كان صندوق النقد الدولي قد خفض بالفعل توقعاته للناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية لعام 2024 بنحو نقطة مئوية واحدة عن تقديراته في أبريل إلى1,7%.

والمملكة هي أكبر مصدر للنفط في العالم، ولا تزال ماليتها العامة تعتمد إلى حد كبير على الإيرادات الهيدروكربونية، على الرغم من أنها سرّعت من جهودها لدعم النمو غير النفطي وتطوير مصادر جديدة للإيرادات.

يتوقع صندوق النقد الدولي أن ترتفع أسعار النفط بنسبة 0,9% في عام 2024 إلى ما يقرب من 81 دولارًا أمريكيًا للبرميل. وكان قد صرح في وقت سابق أن المملكة العربية السعودية تحتاج إلى أسعار قريبة من 100 دولار أمريكي للبرميل لموازنة ميزانيتها.

وأشارت شركة برايس ووترهاوس كوبرز إلى أنه على الرغم من أنه من المتوقع أن يكون نمو الناتج المحلي الإجمالي هذا العام متواضعًا، بسبب خفض إنتاج النفط، إلا أنه من المتوقع أيضًا أن يكون من 14% أكبر مقارنة بعام 2019.

الأخيرة ترقية التصنيف الائتماني للمملكة العربية السعودية من قبل وكالة موديز يعكس ثقة المستثمرين المتزايدة في الآفاق الاقتصادية للمملكة. وتعزى هذه النظرة الإيجابية إلى حد كبير إلى جهود الحكومة المستمرة لإصلاح السياسات المالية وتنفيذ تغييرات هيكلية شاملة. ومن شأن هذه الإجراءات أن تعزز استدامة التنويع الاقتصادي على المدى المتوسط والطويل.

وقالت وكالة موديز في بيانها: "تعكس الترقية تقييمنا بأن التنويع الاقتصادي قد استمر في التقدم وأن الزخم سيستمر".

ارتفاع نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى 351 تيرابايت إلى 3 تيرابايت بحلول عام 2030


أشادت وكالة موديز بالتخطيط المالي للمملكة العربية السعودية، مؤكدةً على التزامها بـ تحديد أولويات الإنفاق وتحسين كفاءة الإنفاق. وعلاوة على ذلك، فإن جهود الحكومة المستمرة في استخدام الموارد المالية المتاحة لتنويع القاعدة الاقتصادية من خلال الإنفاق التحويلي هي جهود أساسية في دعم التنمية المستدامة للاقتصاد غير النفطي في المملكة والحفاظ على الوضع المالي السليم.

كما زادت الحكومة السعودية أيضًا من قضايا الديون هذا العام. من المحتمل أن ترتفع نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى 35% بحلول عام 2030، وفقًا لوكالة موديز. حتى مع الزيادة المتوقعة في الديون، من المرجح أن يظل الدين الحكومي للمملكة دون مستوى Aa2-A1 بحلول نهاية عام 2026، وسيستمر في الاستفادة من وجود الأصول المالية الحكومية الكبيرة.

وعلى الرغم من ترقية المملكة ومؤشرات المالية العامة الإيجابية، إلا أن "النمو العالمي وتطورات سوق النفط الأوسع نطاقاً لا تساعد على ارتفاع مستويات الإنفاق الحكومي"، وفقاً لبيان موديز.

وأضافت موديز: "يمكن أن يؤدي الانخفاض الكبير في أسعار النفط أو الإنتاج إلى تكثيف المفاضلة بين التقدم في التنويع الاقتصادي والحصافة المالية، مما قد يؤدي إلى ميزانية سيادية أضعف مما نفترضه حاليًا". وقد تشكل النزاعات الإقليمية المستمرة أيضًا مخاطر على النظرة المستقبلية السيادية، وفقًا لشركة التصنيف.

توسع الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بنسبة 4-51 ت3 ت3


في تقريرها، أشارت الوكالة إلى أن التخطيط والالتزام يدعمان توقعاتها بشأن عجز مالي مستقر نسبيًاوالتي يمكن أن تختلف بين 2-3% من الناتج المحلي الإجمالي (GDP).

وتوقعت وكالة موديز أن يتوسع الناتج المحلي الإجمالي للقطاع الخاص غير النفطي في المملكة العربية السعودية بنسبة 4-5% في السنوات القادمة، مما يجعلها من بين الأعلى في مجلس التعاون الخليجيمؤشر على التقدم في جهود التنويع التي تقلل من تعرض المملكة لتطورات سوق النفط.

في السنوات الأخيرة، حققت المملكة العربية السعودية ترقيات متعددة للتصنيف الائتماني من قبل وكالات التصنيف العالمية. في شهر سبتمبر، عدلت وكالة ستاندرد آند بورز نظرتها المستقبلية للمملكة العربية السعودية من "مستقرة" إلى "إيجابية" بسبب توقعات النمو غير النفطي القوية والمرونة الاقتصادية.

ويعكس هذا التقدم جهود المملكة المتواصلة نحو التحول الاقتصادي والإصلاحات الهيكلية وتبني سياسات مالية تعزز الاستدامة المالية وتحسين كفاءة التخطيط المالي وتقوية المركز المالي القوي والمرن للمملكة.

آفاق اقتصاد المملكة العربية السعودية

يمر الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية بـ الرحلة التحويليةمدعومة بمبادرات استراتيجية والتزام بالتنويع الاقتصادي. وتركيز المملكة على الحد من اعتمادها على النفط، إلى جانب استثماراتها في القطاعات غير النفطية، يجعلها في وضع جيد من أجل النمو المستمر و المرونة في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.

بينما تواصل الحكومة تنفيذ الإصلاحات وتعزيز الممارسات الاقتصادية المستدامة، لا تزال الآفاق المستقبلية للاقتصاد السعودي متفائل. وسيلعب التركيز على تنويع القاعدة الاقتصادية وجذب الاستثمارات الأجنبية وتحسين جودة حياة المواطنين دورًا رئيسيًا في تشكيل المشهد الاقتصادي للمملكة في السنوات القادمة.

لا تهدف المملكة العربية السعودية فقط إلى تعزيز مكانتها في رائد اقتصادي عالمي ولكنها تسعى أيضًا إلى خلق المزيد من مستدامة ومرنة التي يمكن أن تزدهر في عالم سريع التغير. ومع التوقعات المواتية والإصلاحات الجارية، تسير المملكة على الطريق الصحيح لتحقيق أهدافها الطموحة في إطار رؤية 2030 وما بعدها.

نموذج المستورد

يرجى ملء الحقول أدناه.
سيتصل بك فريقنا في أقرب وقت ممكن.